الكلام على حديث : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ) .
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 27/01/2012 الموقع : https://samagroup.ahlamontada.net
موضوع: الكلام على حديث : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ) . الخميس فبراير 02, 2012 4:26 pm
السؤال : ما مدى صحة هذا الحديث : روى عن ابن بجير رضي الله عنه وكان من الصحابة قال " أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم جوع يوما ، فعمد إلى حجر ، فوضعه على بطنه ثم قال : ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا رب مكرم لنفسه لها مهين ، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم "؟
الجواب :
الحمد لله
هذا الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (7/423) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4 / 531) والبيهقي في "شعب الإيمان" (1461) والقضاعي في "مسند الشهاب" (1423) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6443) والآجري في "أدب النفوس" (16) وابن بشران في "الأمالي" (153) والدقاق في "مجلس في رؤية الله" (153) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/123) وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 38) ، كلهم من طريق سعيد بن سنان الكندي أبو مهدي ، عن أبي الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن ابن البجير رضي الله عنه ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه يوما جوع ، فوضع حجرا على بطنه ، ثم قال : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ، ألا رب نفس جائعة عارية في الدنيا ، طاعمة ناعمة يوم القيامة ، ألا رب مكرم نفسه وهو لها مهين ، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم ، ألا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ، ما له عند الله من خلاق ، ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ، ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزنا طويلا ) .
وهذا إسناد ضعيف جدا ، بل موضوع ، وآفته سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي .
قال ابن معين : ليس بثقة ، وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة ، لا تشبه أحاديث الناس . وقال أحمد بن صالح المصري : منكر الحديث . وقال دحيم : ليس بشيء ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي : متروك الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ ، وقال ابن حبان : منكر الحديث لا يعجبني الاحتجاج بخبره ، وقال المروزي عن أحمد : ليس بشيء ، وقال الدارقطني : حمصي يضع الحديث .
وقوله : ( ألا وإن عمل الجنة حزنة بربوة ، ألا وإن عمل النار سهلة بشهوة ) .
رواه أحمد (3008) من طريق نُوح بْن جَعْوَنَةَ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( أَلَا إِنَّ عَمَلَ الْجَنَّةِ حَزْنٌ بِرَبْوَةٍ - ثَلَاثًا - أَلَا إِنَّ عَمَلَ النَّارِ سَهْلٌ بِسَهْوَةٍ ) .
وهذا إسناد واه ، نوح بن جعونة هو نوح ابن أبي مريم ، وهو متهم ، راجع : "الضعيفة" (6741).
ورواه أبو نعيم في "صفة الجنة" من طريق سعيد بن محمد الثقفي ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن شداد بن أوس ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به .
وسعيد بن محمد هو الوراق الثقفي أبو الحسن الكوفي متروك ، راجع "التهذيب" (4/69)
ويغني عنه ما رواه البخاري (6487) ومسلم (2823) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( حُجِبَتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ وَحُجِبَتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ ) .
والله تعالى أعلم .
لا تنسونا بالرد
الكلام على حديث : ( ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا ، جائعة عارية يوم القيامة ) .