عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 27/01/2012 الموقع : https://samagroup.ahlamontada.net
موضوع: الكلام على حديث ( أصحابي كالنجوم ) سندا ومتنا . الثلاثاء يناير 31, 2012 7:04 pm
السؤال: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ، هل هذا الحديث صحيح ؟
الجواب : الحمد لله هذا الحديث رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (895) وابن حزم في "الإحكام" (6/244) من طريق سلام بن سليم ، قال : حدثنا الحارث بن غصين ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) وسلام بن سليم ، ويقال ابن سليمان ، متروك متهم قال ابن معين : ليس حديثه بشيء ، وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات كأنه كان المعتمد لها . "المجروحين" (1 /339)
وأخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( ص 48 ) والبيهقي في " المدخل " ( 152 ) والديلمي ( 4 / 75 ) من طريق سليمان ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : ( إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء ، فأيها أخذتم به اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة ) وهذا إسناد ضعيف جدا : سليمان بن أبي كريمة ضعيف ، وجويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا . "ميزان الاعتدال" (2/222) – "التهذيب" (2/106) والضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس ، وقال البيهقي عقبه : " هذا حديث متنه مشهور ، وأسانيده ضعيفة ، لم يثبت في هذا إسناد " .
ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (19/383) والديلمي في " مسنده " (2/190) من طريق نعيم ابن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب مرفوعا : ( سألت ربي عز وجل فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلي : يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء ، بعضها أضوأ من بعض ؛ فمن أخذ بشئ مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى " وهذا إسناد تالف ، نعيم بن حماد ضعيف ، وعبد الرحيم بن زيد العمي كذاب . "التهذيب" (6/274) وذكره ابن عبد البر معلقا ( 2 / 183) من طريق أبي شهاب الحناط عن حمزة الجزري عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . ثم قال ابن عبد البر : " وهذا إسناد لا يصح ، ولا يرويه عن نافع من يحتج به " . وحمزة هذا هو ابن أبي حمزة ، قال ابن معين : لا يساوى فلسا ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال ابن عدى : عامة ما يرويه موضوع . "ميزان الاعتدال" (1 /606)
وقد تواردت نصوص أهل العلم بعدم صحة هذا الحديث : فقال الإمام أحمد : " لا يصح هذا الحديث " . "سلسلة الأحاديث الضعيفة" ، للشيخ الألباني (1 /145) . وَقَالَ الْحَافِظ أَحْمد بن عَمْرو بن عبد الْخَالِق الْبَزَّار : " هَذَا الْكَلَام لم يَصح عَن النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم " . "البدر المنير" (9 /587) . وقال ابن حزم : " باطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية " . "الإحكام في أصول الأحكام " (5 /61) . وقال ابن الملقن : " جميع طرقه ضعيفة " . "البدر المنير" (9 /587) وقال ابن القيم : " روي من طرق ، ولا يثبت شيء منها " . إعلام الموقعين [2 /242] وقال الشوكاني في"الفتح الرباني" (5/179) " صرح أئمة الجرح والتعديل بأنه لا يصح منها شيء ، وأن هذا الحديث لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " . وقال الألباني في "السلسلة الضعيفة" (58) : " موضوع " .
قال الإمام ابن حزم رحمه الله في بيان بطلان هذا الحديث متنا : " من المحال أن يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة رضي الله عنهم ، وفيهم من يحلل الشيء وغيره منهم يحرمه ، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب ، ولكان أكل البرَد للصائم حلالا اقتداء بأبي طلحة وحراما اقتداء بغيره منهم ، ولكان ترك الغسل من الإكسال واجبا اقتداء بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيوب وأبي بن كعب ، وحراما اقتداء بعائشة وابن عمر ، ولكان بيع الثمر قبل ظهور الطيب فيها حلالا اقتداء بعمر ، حراما اقتداء بغيره منهم ، وكل هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة " انتهى . "الإحكام" (6 /244) .
فتبين بما سبق بطلان هذا الحديث وعدم صحته سندا ومتنا ، فلا تجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، لعموم قوله : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (ص 7) . والله تعالى أعلم .