عدد المساهمات : 303 تاريخ التسجيل : 27/01/2012 الموقع : https://samagroup.ahlamontada.net
موضوع: حكم حديث إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله الأربعاء فبراير 01, 2012 2:01 pm
ما صحة هذا الحديث : قال صلى الله عليه وسلم : ( إن أخوف ما أتخوف على أمتي الإشراك بالله ، أما إني لست أقول يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ، ولكن أعمالاً لغير الله ، وشهوة خفية ) رواه ابن ماجه .
الجواب : الحمد لله هذا الحديث يروى عن الصحابي الجليل شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، أَمَا إِنِّي لَسْتُ أَقُولُ يَعْبُدُونَ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا وَثَنًا ، وَلَكِنْ أَعْمَالًا لِغَيْرِ اللَّهِ ، وَشَهْوَةً خَفِيَّةً ) رواه ابن ماجه في " السنن " (رقم/4205) من طريق الحسن بن ذكوان ، عن عبادة بن نسي ، عن شداد بن أوس به . وهذا إسناد ضعيف بسبب الحسن بن ذكوان ، قال أبو حاتم : ضعيف ليس بالقوي . وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال ابن معين : ضعيف . وقال أحمد : أحاديثه أباطيل . وذكروا عنه الوقوع في التدليس أيضا في إحدى المرات ، فأورده ابن حجر في المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين . وانظر : " تهذيب التهذيب " (2/276) ثم إن في رواة الإسناد قبل الحسن بن ذكوان بعض أسباب الضعف أيضا . وفيه علة أخرى وهي الشك في اتصال الحديث ، فقد تردد العلماء في سماع عبادة بن نسي من شداد بن أوس وغيره من الصحابة . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " في سماعه – يعني عبادة بن نسي - مِن شداد نظر " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (5/207) ولذلك ضعف أهل العلم هذا الحديث ، كالمنذري في " الترغيب والترهيب " (1/55)، والألباني في " ضعيف ابن ماجه ". وأما متابعة عبد الواحد بن زيد للحسن بن ذكوان بلفظ أطول قريب - كما في " مسند الإمام أحمد " (28/346)، و" المعجم الكبير " للطبراني (7/284)، و"مستدرك الحاكم " (4/366) وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه " انتهى. والبيهقي في " شعب الإيمان " (9/154) - فهي متابعة مردودة لا تصلح لتقوية الحديث ، فإن عبد الواحد بن زيد شديد الضعف متروك الحديث باتفاق ، ولذلك علق الذهبي في " التلخيص " على كلام الحاكم قائلا : " عبد الواحد بن زيد متروك " انتهى.
ويغني عن هذا الحديث الأدلة المتواترة في تحريم الرياء وقصد السمعة وجعل ذلك من الشرك بالله عز وجل ، وقد جمع كثيرا منها الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110.
ومن أقرب ما جاء في الباب للحديث المذكور : ( إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ . قَالُوا : وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الرِّيَاءُ ) رواه أحمد في "المسند" (5/429) وصححه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة ، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1555) والله أعلم .